يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج اجتماعا عبر الفيديو غدا، هو الثالث بين رئيسي الدولتين، بينما تتراكم الخلافات بين واشنطن وبكين اللتين تبدي كل منهما حزما في مواقفها بشأن التجارة وقضايا أخرى.
وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن وجين بينج سيعقدان مساء الإثنين اجتماعا افتراضيا، مؤكدا بذلك معلومات صحافية متداولة منذ أيام
وأورد بيان جين ساكي الناطقة باسم البيت الأبيض أن الرئيسين “سيناقشان سبل إدارة التنافس بين البلدين في شكل مسؤول”، وطريقة “العمل معا عندما تلتقي مصالحنا”.
وأوضحت ساكي، أن بايدن سيكون خلال الاجتماع “واضحا وصريحا بشأن ما يقلق” الولايات المتحدة إزاء الصين التي في الأغلب ما يوصف رئيسها بأنه أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونج.
ويواصل شي تعزيز سلطته على النظام، كما يدل تبني الحزب الشيوعي الصيني الخميس نصا يشيد خصوصا بالرئيس بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب.
وجاء في هذا النص أن “فكر” رجل بكين القوي هو جوهر “الثقافة والروح الصينية”. ويدعو النص “الحزب والجيش والشعب بكامله إلى الاتحاد في شكل أوثق حول اللجنة المركزية التي يشكل شي جين بينج قلبها”.
وسبق أن تحادث الرئيسان الأمريكي والصيني هاتفيا مرتين منذ تنصيب بايدن، ولم يخف الرئيس الأمريكي يوما رغبته في لقاء الرئيس الصيني شخصيا، وقد وجه له انتقادات لغيابه عن قمتي مجموعة العشرين و”كوب26″.
وسيكتفي بايدن بلقاء افتراضي مع شي جين بينج الذي لم يغادر الصين منذ نحو عامين، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو تفشي فيروس كورونا.
ويرفض الرئيس الأمريكي عبارة الحرب الباردة ويفضل عليها “المنافسة” أو “المواجهة” مع الصين، وقد جعل بايدن من التنافس مع بكين المحور الرئيس لسياسته الخارجية.
وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في الأسابيع الماضية، على خلفية ملفات عدة، بدءا بالتجارة مرورا بحقوق الإنسان وصولا إلى طموحات الصين الإقليمية، ما دفع بايدن إلى تعزيز تحالفاته الإقليمية في آسيا.
وتصاعد التوتر خلال الأسابيع الأخيرة بشأن مصير تايوان، وبعد تصريحات جو بايدن الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل إذا هاجمت الصين الجزيرة، عاد الدبلوماسيون الأمريكيون إلى خط تقليدي وأكثر حذرا مضاعفين التحذيرات ومشددين على إرادتهم ردع بكين عن أي تدخل عسكري.
وفي أجواء التوتر هذه، تجري محادثات الإثنين تماشيا مع رغبة واشنطن في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة على أعلى مستوى، بعد اتصالات على المستوى الوزاري لم تجر دائما بشكل جيد في الآونة الأخيرة.
وقالت جين ساكي إن البيت الأبيض حريص جدا على إقامة علاقة رئيس برئيس، لكن ذلك ليس لأننا نتطلع إلى نتائج أو قرارات ملموسة، بل من أجل “تحديد شروط المنافسة”.
وتؤكد واشنطن على ضرورة التعاون مع الخصم الصيني الكبير عندما يكون ذلك ممكنا. وعلى سبيل المثال وفي بيان مشترك مفاجئ خلال الأسبوع الجاري، وعد البلدان اللذان يعدان أيضا أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، بمواصلة مكافحة هذه الظاهرة.
وقال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إن “علاقتنا مع الصين من أهم العلاقات وأكثرها تعقيدا”. وأضاف أن “هناك أبعادا مختلفة للتعاون والمنافسة والمواجهة، وسنعمل على هذه الجوانب الثلاثة في آن واحد”، مرحبا بتحقيق الصين بعض التقدم في القضايا المتعلقة بالمناخ.
وفي سياق الشأن الأمريكي، أيدت محكمة فيدرالية أمريكية أمس ، تعليق تطبيق أمر صادر عن إدارة الرئيس جو بايدن يجبر الشركات الكبرى على تطعيم موظفيها ضد كوفيد.
وأكدت هيئة محلفين مكونة من ثلاثة قضاة في محكمة استئناف الدائرة الخامسة في نيو أورلينز على قرارها الصادر الأسبوع الماضي الذي منع تطبيق أمر الإدارة الأمريكية.
وشددت المحكمة على أن الأمر “يتجاوز بشكل صارخ” سلطات الإدارة الأمريكية.
وفي حال تم تأييد الحكم، فسيمثل ذلك انتكاسة كبيرة لأحد جهود بايدن الأوسع نطاقا والأكثر تأثيرا لضمان تطعيم شريحة واسعة من العمال الأمريكيين قبيل الشتاء، عندما يتوقع أن تظهر موجة كوفيد جديدة.
وحدد بايدن مهلة حتى الرابع من يناير 2022 لهذه الشركات لضمان تطعيم موظفيها بالكامل، وهو قرار ذكرت الإدارة بأنه سيطول أكثر من ثلثي القوة العاملة في البلاد، الذي انتقده حكم المحكمة على اعتبار أنه “مبالغ فيه بشكل مذهل”.
لكن المحكمة لم تقرر بشأن إن كان أمر كهذا يمكن أن يطبق على الشركات التي توظف أكثر من مائة عامل، قانونيا في نهاية المطاف. وأوضحت أنها اتخذت قرارها بالإبقاء عليه، جزئيا لأنه يستبعد أن يتم إقراره دستوريا. وكتب القاضي كورت إنجلهارت أن “الأمر يهدد بالحد بشكل كبير من حرية الأفراد المترددين في الاختيار بين الوظيفة واللقاح”.
وتابع “من ضبابية اقتصادية وصولا إلى نزاعات في أماكن العمل، أسهم مجرد شبح الأمر في اضطرابات اقتصادية لم يجر الحديث عنها في الشهور الأخيرة”.
ويبقى قرار الحكمة الأخير مطبقا إلى أن يتم النظر في طلب الطرف المعني بإصدار أمر قضائي دائم.
وتلقى نحو 68 في المائة من سكان الولايات المتحدة و81 في المائة البالغين، جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لكوفيد حتى منتصف نوفمبر
إقرأ أيضا : –