لم يمض أسبوع على تشكيل حركة طالبان حكومتها الجديدة، حتى دبت الخلافات بين قيادات الحركة، ووصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي، قبل أن تتدخل قيادات في طالبان لفض الشجار.
ويتركز الخلاف بين نائب رئيس الحكومة وأبرز دبلوماسيي الحركة الملا عبد الغني برادر، ووزير شؤون اللاجئين في الحركة خليل الرحمن حقاني، العضو القيادي في شبكة حقاني المقاتلة.
وبحسب المعلومات الواردة قالت إن الخلاف بين الشخصيتين القياديتين حدث قبل أيام داخل القصر الرئاسي في العاصمة كابل، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين أنصار الطرفين، حيث تدخلت شخصيات أخرى من الحركة وفضت النزاع.
وغادر الملا برادر العاصمة كابل إلى مدينة قندهار، فيما لم تحل الخلافات مع حقاني، وهو ما أدى إلى وقف الكثير من الأعمال الحكومية.
وترجع أسباب الخلاف الذي حدث بعد تلاسن بين القياديين حول الجهة ذات الفضل في تحقيق “الانتصار” الذي حققته الحركة، فبينما كان الملا برادر يعتبر أن جهوده مع الفريق الدبلوماسي أفضت إلى ذلك، كان حقاني يرد ذلك إلى آلاف الهجمات التي شنها مقاتلو شبكته طوال السنوات الماضية ضد قوات الحكومة الأفغانية، ومراكز قوات التحالف الدولي المساندة لها.
لكن مصادر من داخل حركة طالبان لم تعلن اسمها، قالت إن الملا برادر مستاء أيضا من تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة، حيث تخلو حسب رأيه من الكفاءات السياسية القادرة على حفظ ما حققته الحركة، وأن القادة العسكريين في الحركة، الموجودون بكثافة في هياكل الوزارة، لا يستطيعون تحقيق ما هو مرجو منهم.
في الوقت نفسه أشار بعض المراقبين إلى أن الخلاف بين القياديين ليس شخصياً، بل يمتد لأن يكون شقاقاً بين مجمل القيادات القادمة من الخارج، وتلك التي بقيت داخل أفغانستان.
ففي حين ترى القيادات الداخلية أن الحصة الأكبر من الإدارة والحُكم والمناصب يجب أن تكون من حصتها، يرى القياديون الذين أقاموا في الخارج أن ذلك سيطيح بما حققته الحركة، لأن هؤلاء غير مهيئين نفسياً ومعرفياً لإدارة المؤسسات والعلاقات مع العالم الخارجي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يعتبرونها خاصة.
إقرأ أيضا :-
سفير أفغاني يصرح بأن طالبان نكثت وعودها تجاه المرأة وترتكب فظائع