تزايدت المؤشرات على أن القيود الرامية إلى التصدي لجائحة كورونا ربما تصبح هي الأمر الواقع في مستهل العام الجديد، وسط مخاوف من متحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا المستجد، وصدور أحكام قضائية تدعم التدابير الرامية إلى الحد من حركة المواطنين بهدف منع تفشي المرض.
وبدأت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، وخليفتها المحتمل أولاف شولتس، أمس، مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات بشأن النتائج التي يمكن أن تترتب على الحكم الصادر من المحكمة الدستورية الاتحادية بإجازة تدابير “مكابح الطوارئ” التي تم اتخاذها في ربيع العام الحالي لمكافحة الموجة الثالثة لوباء كورونا.
ويتضمن جدول أعمال اللقاء، الذي يجري عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مناقشة الحكم الصادر من المحكمة الدستورية في وقت سابق أمس، واعتزام شولتس تشكيل لجنة لإدارة أزمة كورونا برئاسة جنرال في الجيش الألماني، إضافة إلى الوضع الراهن لوباء كورونا في ظل احتمال تعرض المستشفيات لأعباء زائدة تفوق طاقتها وانتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، أوميكرون.
وكانت المحكمة الدستورية الاتحادية قضت بعدم جواز الاعتراض دستوريا على التدابير المركزية التي اتخذتها الحكومة الاتحادية لمكافحة الموجة الثالثة للوباء في ربيع العام الحالي، وهي التدابير التي عرفت باسم “مكابح طوارئ” كورونا.
ورفضت المحكمة عدة دعاوى اعترضت على فرض الحكومة حظرا للتجول وقيودا على المخالطات، إضافة إلى إغلاق المدارس.
ورأت المحكمة في حيثيات حكمها أن التدخل في الحريات الأساسية عبر هذه التدابير بررته “مقتضيات بالغة الأهمية للمصلحة العامة”.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي نشرت في العاصمة الألمانية عن أن نحو ثلثي سكان ألمانيا يؤيدون فرض إغلاق جديد بسبب وضع جائحة كورونا الحالي.
وأجرى الاستطلاع معهد “فورزا” لقياس الرأي في مطلع الأسبوع الجاري لمصلحة محطتي “آر تي إل” و”إن تي في”، وشمل نحو ألف شخص، لكن إجراء الاستطلاع تم قبل أن يصبح متحور كورونا الجديد “أوميكرون” معروفا على نطاق واسع.
وبحسب النتائج، أعرب 65 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بصواب الإغلاق المرتبط بكورونا للمحال والمؤسسات الترفيهية وفرض قيود على التجول والمخالطات.
في المقابل، أعرب 31 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن معارضتهم لفرض إغلاق جديد حتى مع ارتفاع أعداد الإصابات بالعدوى.
وأظهرت النتائج أيضا ارتفاعا في نسبة مؤيدي فرض تطعيم عام ضد كورونا إلى 71 في المائة مقابل رفض 26 في المائة.
وعلى صعيد متصل، أعلنت السلطات الفرنسية تسجيل أول حالة إصابة بمتحور أوميكرون في جزيرة لا ريونيون.
وقال جابريل آتال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، لإذاعة أوروبا: إنه تم إبلاغ باريس بالحالة.
من جهتها، تكثف سنغافورة فحوص الكشف عن إصابات فيروس كورونا على حدودها لدرء خطر سلالة أوميكرون.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن مسؤولين في سنغافورة القول في إحاطة: إن الدولة المدينة، التي أنشأت ما يسمى ممرات السفر الآمن للسماح بدخول الحاصلين على تطعيم كامل بلقاحات كورونا أراضيها، ستجمد أيضا جميع الترتيبات الجديدة من هذا النوع، لأنه “من الحكمة القيام بذلك في الوقت الحالي”.
وصرح وزير التجارة جان كيم يونج، الذي يشارك في رئاسة فريق عمل خاص بمكافحة الوباء، بأنه “على الرغم من أننا لم نكتشف هذا المتحور الجديد بين الحالات المحلية حتى الآن، وصوله إلى سنغافورة هو مسألة وقت فقط”.
وقال الوزير: إنه “مع توافر مزيد من البيانات خلال الأسابيع المقبلة، يجب أن نكون مستعدين لمزيد من التعديل في التدابير إذا لزم الأمر لضمان بقاء الوضع تحت السيطرة قبل أن نواصل رحلتنا لإعادة الفتح”.
واعتبارا من الثالث من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، سيتعين على جميع المسافرين جوا القادمين إلى سنغافورة، أو الذين يمرون عبرها، إجراء فحص “بي سي آر” لدى الوصول.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام برازيلية أن أكثر من ست مدن في البلاد ألغت أو رفضت التخطيط لتنظيم حفلاتها التقليدية بليلة رأس السنة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وذكرت بوابة “جي 1” الإخبارية أن سلفادور وفورتاليزا وبيلو هوريزونتي وفلورانوبوليس من بين مدن اتخذت تلك الخطوة، وأسهمت إمكانية حدوث ارتفاع في الإصابات والوفيات الناجمة عن المتحور الجديد “أوميكرون” في اتخاذ تلك القرارات.
وتحقق السلطات فيما إذا كان راكب وصل إلى ساو باولو قادما من جنوب إفريقيا وثبتت إصابته بكوفيد – 19 يحمل متحور “أوميكرون”.
وبدأت الحكومة البرازيلية بفرض قيود على الوافدين جوا من المنطقة، الإثنين.
من ناحية أخرى، أكدت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها توصياتها بشأن من يجب أن يحصل على الجرعات المعززة.
وقالت روشيل والينسكي مديرة مراكز السيطرة على الأمراض، إن جميع البالغين الذين تم تطعيمهم يجب أن يحصلوا على جرعة معززة طالما أنهم تلقوا الجرعة الثانية من لقاح فايزر أو موديرنا قبل ستة أشهر على الأقل أو تلقوا جرعة من لقاح جونسون آند جونسون قبل شهرين على الأقل، بحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”.
وقالت والينسكي: إن الظهور الأخير لمتحور أوميكرون يؤكد كذلك أهمية التطعيم والجرعات المعززة وجهود الوقاية اللازمة للحماية من كوفيد – 19.
وأضافت، “تشير البيانات المبكرة من جنوب إفريقيا إلى زيادة قابلية متحور أوميكرون للانتقال”.
وكانت مراكز السيطرة على الأمراض قد أوصت في السابق بجرعات معززة للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق.
كما أعلنت أستراليا أنها ستؤجل إعادة فتح حدودها أمام العمال المهرة الملقحين والطلاب الدوليين وغيرهم من حاملي التأشيرات، والتي كانت مقررة اليوم الأربعاء، بسبب السلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا “أوميكرون”.
وجاء في بيان صدر مساء الإثنين عن حكومة كانبيرا، أن لجنة الأمن القومي “اتخذت القرار الضروري والمؤقت” بوقف الخطوة المقبلة لإعادة فتح أستراليا بشكل آمن أمام الأفواج الدولية من العمال المهرة والطلاب وحاملي التأشيرات العائلية المؤقتة اعتبارا من أول كانون الأول (ديسمبر) حتى 15 من الشهر نفسه.
وأضاف البيان، “كما سيتم إيقاف إعادة فتح الحدود أمام المسافرين من اليابان وكوريا حتى 15 كانون الأول (ديسمبر)”.
إقرأ أيضا :-