تدخل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عدن، اليوم الأحد لدعم الحكومة اليمنية الشرعية، بعد سيطرة الانفصاليين الجنوبيين على المدينة الساحلية، مما أدى إلى كسر التحالف الذي كان يقاتل حركة الحوثي الحليفة لإيران.
وقالت الأمم المتحدة إن القتال الذي اندلع في الثامن من أغسطس/ آب للسيطرة على المدينة الساحلية، التي تعد مقر مؤقت لحكومة اليمن المدعومة من السعودية، والمعترف بها دوليًا، أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 260 آخرين.
في هذا السياق، قالت ليز غراندي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: “من المحزن للغاية أن تحيي العائلات في عيد الأضحى وفاة أحبائها بدلاً من الاحتفال معاً بسلام”.
وأضافت في بيانٍ اليوم الأحد: “إن شاغلنا الرئيسي الآن هو إرسال فرق طبية لإنقاذ المصابين”، “نحن قلقون للغاية من التقارير التي تفيد بأن المدنيين المحاصرين في منازلهم ينفذ منهم الطعام والماء”.
من جانبه، قال التحالف السُني الذي تقوده المملكة العربية السعودية، إنه هاجم منطقة تشكل “تهديدًا مباشرًا” لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، دون تقديم إيضاحات.
وفي إشارة واضحة على دعم الرئيس اليمني المحاصر، التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأحد، بالرئيس عبد ربه منصور هادي، في منطقة مكة المكرمة، على هامش رحلة الحج، حسبما ذكرت “وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)”.
وناقش اللقاء الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
في هذا الإطار، قال مسؤول محلي وفقًا لـ”رويترز”، إن التحالف استهدف قوات انفصالية تحيط بقصر الرئاسة شبه الفارغ في منطقة كريتر، بينما يوجد هادي حاليًا في العاصمة السعودية الرياض.
ونقل التلفزيون الحكومي السعودي عنه قوله “هذه هي العملية الأولى فقط وستتبعها عمليات أخرى … لا يزال أمام المجلس الانتقالي الجنوبي فرصة للانسحاب”.
وبعد عدة ساعات من إعلان التحالف، لم يكن هناك ما يشير إلى أن شركة الاتصالات السعودية كانت تستعد لمغادرة معسكرات الجيش الحكومية التي استولت عليها يوم السبت.
وقال نائب رئيس شركة الاتصالات السعودية STC هاني علي بريك، الذي كتب على “تويتر” بمناسبة عيد الأضحى، والذي بدأ اليوم الأحد، في حين أن المجلس لا يزال ملتزماً بالائتلاف، “لن يتفاوض تحت الإكراه”. وكانت قد وافقت في وقت سابق على هدنة.
هذا، ولدى الانفصاليين الجنوبيين، والذين يريدون الانفصال عن الشمال، أجندة متنافسة لحكومة هادي بشأن مستقبل اليمن، لكنهم كانوا جزءًا أساسيًا من التحالف الذي تدخل في اليمن عام 2015 ضد الحوثيين، بعد أن طردت الميليشيا المسلحة هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.
على صعيد متصل، بات العنف في المدينة الساحلية، يعقد جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
وقال سكان محليون إن الاشتباكات توقفت، ليل السبت.
هذا، وحثت دولة الإمارات العربية المتحدة العضو في التحالف العربي، التي قامت بتسليح وتدريب الآلاف من الانفصاليين الجنوبيين، على الهدوء.
فيما قالت الرياض إنها ستستضيف اجتماعًا طارئًا يهدف إلى استعادة النظام، بينما طلبت حكومة هادي من أبو ظبي التوقف عن دعم القوات الجنوبية.
مأزق للتحالف
يعد الاقتتال الداخلي مأزق خطير للائتلاف في حملته التي استمرت أكثر من أربع سنوات لكسر قبضة الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية.
وبدأت مصادمات عدن يوم الأربعاء بعد أن اتهم الانفصاليون حزبًا إسلاميًا متحالفًا مع هادي بالتواطؤ في هجوم صاروخي على عرض عسكري للقوات الجنوبية في عدن.
وقال محللون إن أبو ظبي والرياض وهما حلفاء مسلمون سنة متحدون ضد إيران الشيعية سيعملون معاً لاحتواء الأزمة على الرغم من أن الإمارات في يونيو خفضت وجودها العسكري في اليمن مع تصاعد الضغوط الغربية لإنهاء الحرب.
وقد أعادت الحرب توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه، وهما دولتان منفصلتان سابقًا اتحدتا في دولة واحدة عام 1990 في عهد الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح.
من جانبها، تحاول الأمم المتحدة إنقاذ صفقة سلام متوقفة في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية، شمال عدن، لتمهيد الطريق لمحادثات السلام في وقت يشهد توترات متزايدة بعد تصعيد الحوثيين لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار على المدن السعودية.