أبلغت إيران القوى الأوروبية، اليوم الإثنين، أنها ستخفض إلتزاماتها بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015، في غضون شهر، إذا استمر فشلها في حمايتها من العقوبات الأمريكية المعطلة، والتي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من الصفقة.
كانت الدول الأوروبية الموقعة على الصفقة عاجزة حتى الآن عن منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إجبار إيران على قبول حدود أكثر صرامة لنشاطها النووي وسلوكها الإقليمي من خلال خنق تجارة النفط الحيوية.
وهددت إيران بمنع جميع صادرات الطاقة من مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس حركات للنفط العالمي، إذا كانت غير قادرة على بيع النفط كما وعدت بذلك صفقة عام 2015، في مقابل الحد من برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
من جانبه قال “بهروز كمالفندي”، المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: “مع استمرار تقاعس الأوروبيين عن الوفاء بالتزاماتهم (بشأن الاتفاق النووي) … ستتخذ إيران خطوة ثالثة (في خفض الالتزامات) خلال شهر تقريبًا”.
وأضاف “كمال فاندي” لوكالة أنباء “إيرب” الإيرانية، إن إيران زادت مخزونها من المياه الثقيلة أكثر من 130 طنا، واحتياطيها من اليورانيوم المخصب الذي يتجاوز 300 كيلوجرام.
وسمح الاتفاق – المصمم لمنع إيران من إنتاج يورانيوم عالي التخصيب قادر على صنع قنابل نووية في وقت قصير – بحد أقصى 300 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، كما حدد سقفًا يبلغ 130 طنًا من الماء الثقيل، والذي يمكن أن ينتج بكميات كبيرة البلوتونيوم، وهو وقود بديل للقنبلة الذرية.
وأشار “كمالفيندي” أنه “من المؤكد أنه بتجميد أو تعليق التزاماتنا، سنزيد من سرعة أنشطتنا النووية”.
ولم يحدد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية الخطوة التالية لإيران، لكن طهران حذرت الشهر الماضي من أنها قد تعيد تنشيط أجهزة الطرد المركزي وتكثيف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20٪.
كانت الصفقة قد حددت سقفًا للتخصيب بنسبة 3.67٪، وهو المستوى الذي يعتبر مناسبًا لتوليد الكهرباء، وأقل بكثير من 90٪ من درجة الأسلحة، على الرغم من أن 20٪ يمثلون تقدمًا كبيرًا يقلل بشكل كبير الوقت اللازم لإنتاج مواد القنابل.
ونفت طهران منذ فترة طويلة السعي للحصول على قنبلة نووية، ولكن يبدو أنها تضخ مستويات التخصيب تدريجيا كوسيلة ضغط، لدفع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي لبذل المزيد من الجهد لإنقاذها.
وقال المسؤول الإيراني، إن كل خطوات إيران قابلة للتراجع، إذا نجحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في توفير الحماية لها من ضغوط العقوبات التي فرضتها واشنطن.