أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن هجمات الجيش السوري في شمال غرب سوريا تسبب أزمة إنسانية وتهدد الأمن القومي لتركيا، وذلك خلال محادثة هاتفية جمعت الرئيس التركي، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، وفق ما أفادت به الرئاسة التركية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شنت قوات النظام السوري هجمات منظمة، حاصرت مسلحي المعارضة، بالإضافة إلى مركز عسكري تركي في شمال غرب سوريا، وذلك ضمن خطة متواصلة لاستعادة الأراضي والبلدات التي فقدها النظام في بداية الحرب التي اندلعت في أعقاب الثورة الشعبية في عام 2011 ضمن ثورات الربيع العربي.
ويعد مركز المراقبة العسكرية التركي، الواقع بالقرب من مدينة موريك، هو واحد من 12 موقعًا أسسته تركيا في شمال غرب سوريا، بموجب اتفاق مع موسكو وطهران منذ عامين، بهدف الحد من القتال بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومسلحي المعارضة.
وكانت تركيا قد دعمت بعض فصائل المعارضة في منطقة إدلب الشمالية الغربية، في حين تدعم كلٌ من روسيا وإيران الرئيس بشار الأسد.
وبالعودة إلى المباحثات الهاتفية بين الرئيسان التركي والروسي، قال أردوغان لبوتين إن هجمات الجيش السوري انتهكت وقف إطلاق النار في إدلب، وألحقت أضرارًا بالجهود المبذولة للتوصل إلى حل في سوريا، حسبما ذكرت الرئاسة التركية.
وأضاف بيان الرئاسة التركية: “أكد أردوغان أن انتهاكات النظام السوري لوقف إطلاق النار، والهجمات في إدلب تتسبب في أزمة إنسانية كبيرة، وأن هذه الهجمات تدمر عملية الحل في سوريا، وتشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي لبلدنا”.
وأعلنت الرئاسة التركية، في وقتٍ لاحق، إن أردوغان يعتزم القيام بزيارة إلى روسيا تستغرق يومًا واحدًا في 27 أغسطس الجاري.
وفي خطابٍ له بمناسبة للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس حزب العدالة والتنمية، قال أردوغان أيضًا إنه سيناقش التطورات في شمال غرب سوريا في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام المقبلة.
وكان التقدم الأخير لقوات الأسد قد وضع القوات التركية المتمركزة في المنطقة في خط المواجهة، وشرد مئات الآلاف من الأشخاص، مما يهدد آمال أنقرة في منع موجة جديدة من اللاجئين على حدودها الجنوبية.
ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى إنهاء القتال في المنطقة على الفور، لكنه قال إن القوات التركية ظلت في موقع مراقبة مورك، ولم تنسحب.
وعلى هامش مؤتمر صحفي في لبنان، أكد أوغلو، أنه “لا يمكن لأحد إبقاء قواتنا وجنودنا محاصرين”، مضيفًا “نناقش هذه المسألة مع روسيا وإيران.”
وتابع وزير الخارجية التركي: “نحن هناك ليس لأنه لا يمكننا الخروج، ولكن لأننا لا نريد الخروج، نحن هناك وفقًا للاتفاق الذي توصلنا إليه مع روسيا”.